الآباء والأبناء
تكثر في أوساطنا دعوة الأبناء إلى الآباء واحترامهم ، ويمطر الأبناء
في أكثر الاجتماعت التربوية بوابل من النصائح والتعليمات التي تدعوهم
لبر الوالدين .. هذا مهم جداً لأن فيه رضا الله . ولكن أليس للأبناء حق
كما للآباء ؟! كلنا نعرف حقوق الأبناء ابتداءً من التسمية الحسنة
والانفاق عليهم ورعايتهم وتربيتهم التربية الصالحة واغراق الحب والحنان
الذي يجعلهم مستقرين عاطفياً ونفسياً ...
ما نرى في مجتمعنا اليوم هو كثرة الخلافات بين الآباء والأبناء وسبب
هذه الخلافات هو عدم فهم الآباء لطبيعة الحياة اليوم للفرق الشاسع
بين زمانهم وزمان الأبناء .. فربما يختلف الأب مع إبنه بسبب لباسه ، أو
خروجه في نزهة مع الأصدقاء أو أشياء أخرى دون يكون الأبن قد ارتكب
محرماً أو عملاً مخلاً بالأب .. ولكن الأب يريد لأبنه أن يتبع سيرته وسيرة
أجداده غافلاً عن انه خلق لزمان يختلف عن زمانه .. وام يترك أئمتنا
الأطهار . هذه المفصلة دون حل فوجهوا الآباء إلى تربية أبنائهم بما
يناسب زمان الأبناء لا بما يناسب زمان الآباء وتفكيرهم .....
أيها الوالد الكريم .. اعط لأبنك الملتزم الذي تثق في التزامه وأدبه
الحرية في التصرف : في لباسه واختيار أصدقائه وما يروج به عن نفسه
من وسائل الترويج عن النفس .. لتكن مطمئناً وابنك سعيداً ، يحبك
ويحترمك ولا تساعده على عقوقك .
ودعوة للأبناء ألا يتجاوزون حدود ما يجوزه الشرع في حياتهم ،
ويحافظوا على صلاتهم وما يقربهم من ربهم ودعوة للآباء ألا يتركوا
لأبنائهم الحبل على الغارب ، ما داموا يشكون في مستوى التزامهم ،
فبالنصح الهادئ والمعاشرة اللطيفة تحل المشكلات .. أما الأبن الراشد
الملتزم السوي فلا تحسسه أبداً انك تشك في تصرفاته لكي تحافظوا
على جدار الثقة المتبادلة قوياً ومتيناً لأنه إذا تهاى ينعكس سلباً على
الأبن ويعود بنتيجة وخيمه تجعلك تندم طول حياتك ...
وتقبلوا تحياتي